St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   incarnation-of-the-word
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي - القمص مرقس داود

15- الفصل الثاني عشر: ميل الإنسان لنسيان النعمة، وإعداد الله الخليقة والناموس والأنبياء لتذكيره

 

St-Takla.org Image: God created all creatures (Genesis 1:24-25) - from "Standard Bible Story Readers", book 3, Lillie A. Faris. صورة في موقع الأنبا تكلا: خلق الله كل الكائنات (التكوين 1: 24-25) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الثالث، ليلي أ. فارس.

St-Takla.org Image: God created all creatures (Genesis 1:24-25) - from "Standard Bible Story Readers", book 3, Lillie A. Faris.

صورة في موقع الأنبا تكلا: خلق الله كل الكائنات (التكوين 1: 24-25) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الثالث، ليلي أ. فارس.

الفصل الثاني عشر: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6

ومع أن الإنسان خُلِقَ في النعمة، إلا أن الله إذ سبق فعلم ميله النسيان، أَعَدَّ أعمال الخليقة لتذكرة بشخصه. والأكثر من ذلك أنه أَعَدَّ الناموس والأنبياء الذين قصد بخدمتهم أن تكون لكل العالم ولكن البشر لم يلتفتوا إلا لشهواتهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1- لأنه وإن كانت نعمة مُمَاثلة الصورة الإلهية كافية في حد ذاتها لمعرفة الله الكلمة، ومعرفة الآب به، إلا أن الله، العارِف ضعف البشر، أعد عِلاجًا شافيًا لإهمالهم، حتى إذا كانوا لا يعنون بمعرفة الله من تلقاء أنفسهم، استطاعوا بواسطة المخلوقات أن يتجنبوا الجهل بالخالق(43).

 

2- وإذ تَسَفَّل إهمال البشر قليلًا فقليلًا إلى السفليات، أَعَدَّ الله مرة أخرى عِلاجًا لضعفهم هذا، بإرسال ناموس وأنبياء، رِجال معروفين لديهم، حتى إذا ما تغافلوا عن أن يتطلعوا إلى السماء ليعرفوا خالقهم، استطاعوا أن يَتَعَلَّمُوا مِمَّن يعيشون بينهم، لأن البشر يستطيعون أن يتعلموا من البشر بسهولة أكثر من السماويات.

 

3- وهكذا كان في استطاعتهم، إذا ما تطلعوا إلى السماء وأدركوا جمال الخليقة وتناسقها، أن يعرفوا مُدَبِّرها -كلمة الآب- الذي يعرف الآب للجميع بسلطانه على كل الأشياء والذي يحرك كل الأشياء، لهذه الغاية عينها، حتى يستطيع الجميع أن يعرفوا الله.

 

4- أو -لم يكن ذلك في مقدورهم- كان ممكنًا لهم أن يلتقوا على الأقل بالقديسين، وبواسطتهم يعرفون الله جابِل كل الأشياء، أبا المسيح، ويعرفون أن عبادة الأوثان كُفْر بالله، ومملوءة من كل فساد.

 

5- أو كان يَسِيرًا عليهم أن يعيشوا حياة فاضِلَة خالية من كل رجس وفساد لو عرفوا الناموس. لأن الناموس لم يُعْط لليهود فقط، ولا أرسل الأنبياء إلى اليهود فقط، ولكنهم ولو أنهم قد أرسلوا إلى اليهود واضطهدوا من اليهود، إلا أنهم كانوا بمثابة مدرسة مقدسة لكل العالم، لتعليم طريق معرفة الله وإرشاد النفس.

 

6- ورغمًا عن عظم جود الله ورحمته، فقد خدع البشر بالملذات العابرة والغوايات والإغراءات التي أرسلتها الأرواح الشريرة، ولم يقاوموا الحق فقط، بل ثقلوا نير أنفسهم بالشرور والخطايا، فلم يعودوا يظهرون بعد كخليقة عاقلة، بل دَلَّت طرقهم على أنهم مجردون من العقل.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(43) أو “أن يعرفوا الخالق”.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/forget-grace.html

تقصير الرابط:
tak.la/npd4b3y