St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   22_K
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

كمل | كامِل | الكمال

 

أن الكمال المطلق لله وحده وإلى هذا الكمال يجب أن يسعى المؤمن بكل قوته (تك 6: 9؛ أي 1: 1، 8؛ 8: 20؛ 9: 21؛ أف 4: 13؛ في 3: 12؛ كو 1: 28؛ 2 تيم 3: 17) لأن هذا أمر الله له (تك 17: 1؛ متى 5: 48؛ يع 1: 4؛ 2 كو 12: 9).

 

الكمال هو الصحة والسلامة المطلقة من كل عيب أو نقص أو قصور أو شائبة. وأهم الكلمات العبرية التي تستخدم في العهد القديم لتأدية هذا المعنى، هما الكلمتان: “سَلِم” ومشتقاتها، و"تمم” ومشتقاتها، وتترجم “سَلم” إلي "صحيح" (انظر مثلًا تث 25: 15)، أو “صحيحة” (انظر مثلًا تث 27: 6)، وتترجم كلمة “تمم” إلي “صحيحة” أيضًا (انظر مثلًا لا 1: 9)، و"كاملة” (انظر مثلًا لا 23: 15)، و"كامل” (تك 6: 9؛ 17: 1؛ أي 1: 1، 10 إلخ.. مز 27: 37؛ 64: 6).

أما في العهد الجديد فأهم الكلمات اليونانية المستخدمة لتأدية هذا المعنى هي الفعل “تليور” (Teleioo) ومشتقاته كما في “كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل” (مت 5: 48؛ 19: 21؛ رو 12: 2؛ أف 4: 13؛ في 3: 15؛ كو1: 28؛ 4: 12؛ عب 9: 11؛ يع 1: 24؛ 3: 2؛ 1يو 4: 18)، والفعل “يكمل” (لو 13: 32؛ يو 17: 23؛ 2كو 12: 9؛ عب2: 10؛ 5: 9؛ 7: 19؛ 9: 9؛ 10: 1، 14؛ 11: 40؛ 12: 23؛ يع 2: 22؛ 1يو 2: 5؛ 4: 12، 17، 18). و"الكمال” (كو 3: 14؛ عب 6 : 1؛ 7: 11).

كما يستخدم العهد الجديد الفعل “كاترتيزو” (Katartizo) ومشتقاته بمعنى “يكمل” أو “يهيئ” (مت 21: 16؛ لو 6: 40؛ 1 كو1: 40؛ 2كو 13: 11؛ 1 تس 3: 10؛ عب 13: 21؛ 1بط 5: 10).

وكلمة “تليوو” ومشتقاتها في الآداب اليونانية، تدل على:

 

1:- الشخص البالغ الذي وصل إلي سن النضج أو سن الرشد.

 

2:- الذي نضج في المعرفة:

ويبزر المعنى الأول في (1 كو 14: 20؛ أف 4: 13؛ عب 5: 14؛ 6: 1)، ويبرز المعنى الثاني في (1 كو 2: 6؛ في 3: 15؛ كو 1: 28).

وهناك كلمتان أخريان، هما: (1) ارتيوز Artios أي كامل (2تي 3: 17) بمعنى كمال القدرة على القيام بكل ما يطلب منه، (2) هولوكليروس (يع 1: 4) بمعنى كامل زي بلا عيب.

والكمال” أمر نسبي ويعني البلوغ إلي مقياس معين أو غاية معينة، أو توفر شروط معينة، ويستخدم الكتاب المقدس كلمة “الكمال” في ثلاثة مجالات مختلفة.

(1) كمال الله: وهو كمال مطلق، فهو المقياس الأعلى للكمال (مت 5: 48) فهو "الصخر الكامل صنيعه" أي أن كل ما يعمله كامل. "وطريقه كامل" (2صم 22: 31؛ مز 18: 30) و"ناموسه كامل"، (مز 19: 7؛ يع 1: 25). وفي كل ذلك يتجلَّى مجده الأدبي، فكل ما يقوله الله أو يفعله، كامل خالٍ من كل عيب أو نقص، ويستحق كل حمد وتسبيح.

(2) كمال المسيح: ويقول كاتب الرسالة إلي العبرانيين: “لأنه لاق بذاك -الذي من أجله الكل وبه الكل- وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يكمَّل رئيس خلاصهم بالآلام" (عب 2: 10) وليست الإشارة هنا إلى أي أمتحان شخصى ليسوع كإنسان، بل إلى كونه مؤهلًا -باختياره- لشدة التجربة والطاعة الكاملة -التي تجل عن الوصف- لخدمته كرئيس الكهنة، التي دعاه إليها الله (عب 5: 7-10؛ مع 7: 28). وهو كرئيس الكهنة: "قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة" (عب 10: 12) وهكذا "صار لجميع الذين يطيعونه سبب (مصدر) خلاص أبدي (عب 5: 9)، ضامنًا لهم بشفاعته حق الاقتراب الدائم إلى الله (عب 7: 25؛ 10: 19-23) والرحمة والنعمة والعون، التي هم في حاجة ماسة إليها في تجاربهم المتواصلة (عب 4: 14-16)، فاختباره القوي للتجربة، أهَّله للقيام بهذه الخدمة (عب 2: 71؛ 18؛ 5: 2، 7-9).

(3)- كمال الإنسان: ويذكر هذا بالإشارة إلى:

أ‌- علاقة العهد بين الله والإنسان.

ب‌- عمل نعمة الله في الإنسان.

أ‌- علاقة العهد بين الله والإنسان: يتحدث الكتاب المقدس عن كمال الإنسان في علاقة العهد القديم من شعب الله (تك 17: 1؛ تث 18: 13) وبنسبة إلى أفراد من شعب الله، مثل: نوح (تك 6: 9)، و"آسا" (1مل 15: 14)، و"أيوب" (أي 1: 1) نتيجة الإخلاص والطاعة من كل القلب لمشيئة الله المعلنة لهم. فهو الإيمان العامل، والتمتع بعلاقة سليمة مع الله بالعبادة القلبية الخالصة والخدمة الصادقة الأمينة، وهذا الكمال يتعلق أساسًا بالقلب (1 مل 8: 61؛ 2 مل 20: 3؛ أخ 29: 9) فالتوافق الخارجي مع أوامر الله لا يكفي إن لم يكن القلب كاملًا (2 أخ 25: 2) فالكمال يرتبط على الدوام بالاستقامة كالتعبير الطبيعي الظاهر (أي 1: 1، 8؛ 2: 3؛ مز 137: 37؛ أم 2 : 21) وكلمة "كامل" Teleios في (إنجيل متى 19: 21) كما تؤدي المعنى السلبي أي "لا يعوزه شيء"، فإنها تحمل أيضًا المعنى الإيجابي أي الإخلاص والصدق في العهد مع الله.

ويخبرنا الكتاب المقدس عن إكمال الله لعهده مع الإنسان، أي جعل الإنسان كاملًا في المسيح يسوع، وهو موضوع الرسالة إلى العبرانيين، وهذا "التكميل" هو وضع الإنسان في علاقة عهد راسخ كعابد للرب في ملء العلاقة معه، وقد تمم الله ذلك بأن أحل محل العهد القديم وكهنوته وخيمته وذبائحه شيئًا أفضل. والعهد القديم في الرسالة إلى العبرانيين هو النظام الذي أعطاه الرب لموسى ليكون أساس العلاقة بينه وبين شعبه القديم، ولكن كما يقول كاتب الرسالة بأنه لم يكن بالكهنوت اللاوي كمال، لذلك "يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها (عب 7: 11، 18)، لأن ذبائح العهد القديم "لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الذي يخدم" (عب 9: 9). "لأن الناموس... لا يقدر أبدًا... أن يكمل الذين يتقدمون" (عب 10: 1-4) ولكن في العهد الجديد، على أساس تقديم المسيح نفسه ذبيحة مرة واحدة، يحصل المؤمنون بالمسيح على تأكيد الله لهم أنه لن يذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد (عب 10: 11-18). وبذلك فهم مكملون إلى الأبد (عب 10: 14). وهذا الكمال -كمال العلاقة مع الله- شيء لم يعرفه قديسو العهد القديم على الأرض (عب 11: 40)، ولكنهم -في المسيح- يستمتعون به الآن كأرواح مُكمَّلين في أورشليم السمائية (عب 12: 23، 24).

ب‌- عمل نعمة الله في الإنسان: يخبرنا الكتاب المقدس عن تكميل الله لشعبه في المسيح، فالله يريد أن الذين أصبحوا بالإيمان يتمتعون بالشركة معه، أن ينموا من الطفولة الروحية إلى البلوغ (الكمال) الذي به ينمون إلى "إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 13)، فقد لبسوا "الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالفه" (كو 3: 10) فعليهم أن ينموا حتى يصبحوا -بهذا المعنى- كاملين (ارجع إلى 1 بط 5: 10؛ عب 5: 14؛ 6: 1؛ كو 4 : 12). وهذا الفكر له جانب جماعي وجانب فردي فالكنيسة كجماعة عليها أن تصبح "إنسانًا كاملًا" (أف 4: 13؛ أنظر أيضًا 2: 15؛ غل 3: 28). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). والفرد المسيحي، عليه أن يسعى ليصير كاملًا (في 3: 12). وفي الحالتين، نجد المفهوم كرستولوجيًا واسخارتولوجيا، فالمؤمن يصير كاملًا في المسيح (كو 1: 38). كما أن كمال الشركة مع المسيح ومشابهة المسيح، هو عطية سماوية لا يستمتع بها المؤمن تمامًا إلا عند إكمال الكنيسة ومجيء الرب ثانية، ليقيم المؤمنين الراقدين، ويخطف المؤمنين الأحياء (أف 4 : 12-16؛ في 3: 10-14؛ كو 3: 4؛ 1 تس 4: 15-17؛ 1 يو 3: 2) وفي الوقت الحالي، يمكن أن يقال عن المؤمنين البالغين الأقوياء إنهم قد بلغوا كمالًا نسبيًا في مجالات البصيرة الروحية (في 3: 12-15)، والصبر وضبط النفس (يع 1 : 4) والمحبة الصادقة من نحو الله والناس (1 يو 4: 12، 17، 18). ولا يربط الكتاب المقدس أبدًا، الكمال بالناموس، أو يساويه بالعصمة من الخطية، وحياة عدم الخطية هدف يجب أن يسعى إليه كل مؤمن باستمرار (مت 5: 48؛ 2 كو7: 1؛ رو 6: 19)، ولكنه لن يبلغه تمامًا (يع 3: 2؛ 1 يو1: 8-2: 2). ولكن لا شك في أنه عندما يصل المؤمن إلى المجد سيصبح "مكملًا" بلا خطية، ولكن من الخطأ الخلط بين الفكر الكتابي عن الكمال والعصمة من الخطية، أو القول بأنه طالما أن الكتاب المقدس يصف بعض الأشخاص بأنهم كانوا كاملين، فإن ذلك يعني أنه في الإمكان بلوغ العصمة من الخطية في هذا الجانب من الحياة على الأرض، فالكمال الحالي الذي قد يبلغه بعض المؤمنين، إنما هو كمال نسبي، لا يعني العصمة من الخطية، بل يعني الإيمان القوي، والصبر المطمئن والفرح في الرب، والمحبة الفائضة للرب ولشعبه.

 

* انظر أيضًا: قداسة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/22_K/K_092.html

تقصير الرابط:
tak.la/xkf6xt4